سيكولوجية الأسرة والوالدية
تمثل الأسرة ظاهرة اجتماعية ذات جوانب نفسية وتربوية واقتصادية متشابكة. إنها أحد الأشكال الاجتماعية التي لا يخلو منها أي مجتمع, وهي تجسد الكثير من الأخلاق والفضائل التي يستمد منها الأفراد معاييرهم ويضفون على عواطفهم ومشاعرهم الطابع الإنساني, فالأفراد - وهم بصدد تكوين أسرة - يسيرون على أساليب وقواعد لا يحيدون عنها وإلا واجههم المجتمع بالرفض والاستنكار, وتنطبق هذه القواعد على نظم الزواج والطلاق والقرابة والمصاهرة والإشباع الجنسي وتقرير الحقوق والواجبات. ولما كانت الأسرة, تؤثر في المجتمع كله - قوة أو ضعفا - فقد انصب اهتمام علماء النفس والتربية والاجتماع على كيفية زيادة فاعلية الأداء الوظيفي للأسرة خاصة فيما يتعلق بإعداد الأجيال بصورة صحيحة بما يضمن قوة الأسرة وبالتالي قوة المجتمع وتقدمه.
في الصفحات القادمة سنتناول بصورة عامة مفهوم الأسرة وأهم النظريات التي تفسرها كنظام وميكانيزم اجتماعي, وكذلك باعتبارها ظاهرة وعلاقات اجتماعية, ومؤسسة تربوية.