الجهاد
المنتج التالي → ← المنتج السابق
الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات، ومن أجل الطاعات، وأسمى المنازل بل هو من أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمه الدين. هذه الشعيرة العظيمة فهمها بعض حدثاء الأسنان فهما خاطئا فصار الجهاد في سبيل الله في افهامهم قتالا مع أن القتال صورة واحدة فقط من صور الجهاد، ثم ازداد تضييق مفهوم الجهاد، وجعلوه غاية وليس وسيلة ولم ينيطوا امره إلى الأمير أو من ينوب عنه وقصروا غايته على نيل الشهادة وظن بعض الشباب أنه مقصور على بلد معين لا غير، وهذا تحجيم الصور الذهنية في بعد واحد، وإلغاء بقية صور الجهاد من التصور الإسلامي، فعندما يَرِد - أحيانًا - سؤال يقول: ماحكم الجهـاد؟ فإن السائل يقصد الجهاد بمعنى القتال في بعض بلاد المسلمين، هل هو فرض عين أم فرض كفاية؟ لأنه قد استقر في ذهنه أن الجهاد قائم في ذلك البــلد فحسب، وهذا خطأ وخطر يجب استدراكـه،إذ الجهاد أوسع من ذلك بكثير، فالجهاد بمعناه الواسع فرض في كل زمان ومكان وأما فرضية صورة من صور الجهاد فانه يحتاج إلى دراسة مستفيضة لكي يطابق الحكم الواقع ويحقق المطلوب منه، لأن الجهاد سلوك يهدف إلى غاية فان لم تتحقق الغاية لم يعد السلوك واجباً، وسنشرح ذلك بصورة واضحة في ذلك الكتاب الذي جمع بين التأصيل الشرعي والبعد النفسي في مطابقة عجيبة حتى نكون على بينة من أمر ديننا دون إفراط أو تفريط.